إن من أهم الأمور الأساسية التي يجب التغلب عليها ونحن في سبيلنا نحو تحقيق الأهداف المنشودة فى هذه الحياة، ويجب محوها من قاموس المفردات في أذهاننا هو “الخوف”. إذ لا يمكن أن يتحقق النجاح مع الخوف الذي سيُبقي صاحبه دائما في الظل. فالخوف يكبح الطموح، ويحد من فرص النجاح والتقدم لنعيش حياة صغيرة بعيدة كل البعد عن الإنجاز والإبداع.
فطريق النجاح لا يعرف الخوف والتردد مهما كانت التحديات، فهو يحتاج إلى حس المغامرة وقوة العزيمة.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان مصحوبا بروح الاستشكاف والمغامرة ليعمر بها الأرض ويميط اللثام عن كل ما هو عظيم وجميل ليصل إلى جمال الخالق في ملكوته. فنرى روح المغامرة والإقدام في الأطفال بالفطرة، حيث أن عقل الطفل متعطش للمعرفة ولا يقف أمامه في سبيل الوصول لهدفه أي عائق رغم جسده الضئيل وقدراته المحدودة، ورغم ذلك لا يتوقف ولو قليلا ليفكر أمام هذه المعوقات.
وكما نرى صفة الجرأة وحب الإستشكاف دون خوف في الأطفال نراها متجليةً في كل عظماء البشرية من الفلاسفة والمفكرين والمخترعين، فلولا حُب الاستشكاف المصحوب بعدم الخوف من المجهول أو الفشل لما أصبح هؤلاء عظماء، ولعاشوا حياتهم في الظل كبقية البشر العاديين.
هي الفطرة ذات القدرات الجبارة التي غرسها الله في الإنسان ليستطيع أن يحقق بها كل ما يطمح إليه. وقد أدرك السلف الصالح هذه الحقيقة فتركوا لمن بعدهم تلك الأقوال المأثورة التي تحض على علو الهمة في تحقيق ما نصبو إليه، ومنها الأقوال المأثورة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث نُقل عنه قوله: “همم الرجال تزيل الجبال”، وقوله: “لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها”.
فمن خلال التحدي وقوة الإرادة والمغامرة والإستكشاف توصل توماس أديسون لإكتشاف غيّر حياة البشرية وهو الكهرباء بالإضافة للفونوغراف والسينما، واستمرت تجاربه على مدى ستين عاماً دون كلل أو ملل رغم فشل الكثير من هذه التجارب، ولكنه كان يتعلم من هذه التجارب الفاشلة ليصنع منها النجاح وليصل في نهاية المطاف إلى إكتشافات أضاءت حياة البشر إلى يومنا هذا.
وهناك الكثير من العلماء والعظماء الذين كسروا حاجز الخوف، وآمنوا بقدراتهم لإنجاز ما ظن غيرهم بأنه مستحيل. فهولاء الذين سطروا الأمجاد بأناملهم هم بشر ولا يملكون قدرات خارقة، ولكن كانت أحلامهم كبيرة، ولم يستسلموا للقيود، وكسروا حواجز الخوف ليحققوا المستحيل.
إن الخوف من صنعنا، والحواجز التي بداخلنا هي مجرد أوهام بنيناها في مخيلتنا، ولا يمكن أن نحقق النجاح في حياتنا قبل كسر قيود مخاوفنا.





