بقلم: د. أمل بنت سعيد الشنفري*

تحدثنا في مقال سابق عن ضرورة وضع هدف في هذه الدنيا لنحققه ولتكون لحياتنا معنى وقيمة، فهناك عنصر مهم يجب وضعه نصب أعيننا ونحن في رحلة تحقيق الهدف لتكون نهاية هذه الرحلة مجّدية وتترك بصمة في حياتنا وحياة الآخرين، هذا العنصر هو “التميّز”.. فجميل أن نحقق أهدافنا ولكن ما يجعلها أجمل هو أن نكون “مميّزين” فيما نفعله أو نقوم به.

ومن أهم ما يجب أن نبدأ به لتحقيق التميّز، أن نبتعد عن تشتيت أذهاننا وتوزيع جهدنا في تحقيق أهداف عدة أو في ميادين مختلفة، فتوزيع الجهود وعدم التركيز لن يجعلنا نصل إلى تحقيق الهدف كما ينبغي لنا أو نتميّز في تحقيقه.

لذ.. علينا أن نحدد مجالاُ واحداً نضع فيه عصارة جهدنا والسعي للنجاح من خلاله..فمحاولة إنجاز أعمال عدة في وقت واحد أو وضع أهداف كثيرة من أجل تحقيقها بالتأكيد لن يصل بنا في نهاية الأمر إلى شيء، ولن يمكّنا من إتقان أي منها مهما كانت قدراتنا.

وليس معنى التركيز على هدف معين أو مجال معين للإبداع والتميّز ألا يكون لدينا هواية، ولكن يجب أن نفرّق بين الهواية وتحقيق الهدف، وذلك من خلال تخصيص حوالى نصف وقتنا وجهدنا (50%) في هذه الحياة لتحقيق الهدف المنشود والتميّز في مجال تحقيقه، بينما يتم تخصيص جزء ضئيل من وقتنا وجهدنا للهواية مقارنة بمجال تحقيق الهدف (حوالى 10%)، بما في ذلك العلاقات المختلفة وبقية الإنجازات الأخرى التي يجب أن تأخذ هذا القدر من مساحة التركيز والجهد وألا تزيد عن ذلك.

إن تشعب العلوم في العصر الراهن، وتنّوع المعلومات، جعل من الضروري رسم خطة محكمة في تحقيق أهدافنا، والتركيز عليها، وبذل كل ما بوسعنا لنضع أثرا مميّرا في هذه الحياة.

من هنا..نأمل لجميع شبابنا التميّز والتفوق فيما يطمحون إليه، وإلى شعاع أمل جديد في هذه الحياة.

——————

* دكتوراه خدمة إجتماعية – جامعة ريدنج ، بريطانيا
Ashanfari3@gmail.com

 

FacebooktwittermailFacebooktwittermail

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Post Navigation