بقلم: د. أمل بنت سعيد الشنفري*

تحدثنا في المقال السابق، عن تحديد الهدف في هذه الحياة، وما نطمح إلى تحقيقه من خلالها، وأوضحنا أن وجود هدف 

في حياة الإنسان يعطي لها بريقا ويمد الفرد بالنشاط والحيوية مع بروغ شمس كل يوم جديد من أيام حياته..ولهذا فإن معرفة أهدافنا هي الخطوة الأهم في رسم خريطة طريق حياة مليئة بالطموحات والآمال، وحتى يتحقق ذلك يجب مراعاة ركائز أساسية وهي كالتالي:

• أن تكون هذه الأهداف محددة، وواقعية وبعيدة عن العموميات، كما يجب أن تكون قابلة للقياس، وذات قيمة فعلية في حياة الفرد، ليتحقق التغيير لحياة أفضل وتشكل أهدافنا قيمة إضافية لحياتنا. كما يجب أن تمثل هذه الأهداف رغبة شديدة لدى صاحب الهدف لتكون حافزاً في سعيه نحو تحقيقه. فالأهداف غير المحددة وغير الواقعية، والتي لا تشكل رغبة عارمة لدى الفرد لتحقيقها لا يمكن الوصول إليها..

على سبيل المثال: هدف القضاء على الفقر في العالم، هذا الهدف لا يمكن تحقيقه من قبل فرد واحد، وهو هدف غير واقعي، لأنه يحتاج إلى أطراف كثيرة وإمكانيات تفوق إمكانيات الفرد الواحد. كما أن إرغام الأبناء على دراسة تخصص لا يرغبون فيه، لن يحفزهم على التفوق والنجاح في ذلك التخصص. وفي المقابل هناك أهداف محددة وواقعية كتوفير العيش الكريم للعائلة من خلال العمل والمثابرة وإقامة مشروع تجاري، فهذا هدف محدد وواقعي وقابل للتحقيق، كما أنه يمثل حافزا قوياً لتحقيقه ما دام نابعاً من ذات الفرد نفسه.

• يجب أن نضع كل الأهداف المراد تحقيقها أمام أعيننا باستمرار وذلك من خلال كتابتها ومراجعتها الدائمة، بل والحديث عنها مع الأهل والأصدقاء، لتكون جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بما في ذلك (الاستعانة بالصور)؛ لتترسخ هذه الأهداف جيداً في الأذهان.

• عنصر الزمن أيضاً مهم في الوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها، لذا يجب أن توضع خطة معينة وفق إطار زمني محدد لتحقيق هذه الأهداف عبر عدة مراحل، وفي كل مرحلة يتم تحديد فترة زمنية معينة. لأن عدم الالتزام الزمني لتحقيق الهدف يجعله مجرد أمنية سرعان ما يخبوا بريقها في الذهن بمرور الوقت.

ومن خلال المثابرة، والثقة بالنفس، والإصرار رغم كل العقبات، مع التعلم المستمر من العثرات لمواصلة الطريق نحو الهدف أو الأهداف، لابد للفرد أن يصل أخيراً إلى الأمل المنشود مهما طال الزمن وكثرت التحديات. فالفرق بين الناجح والفاشل هو أن الناجح يعتبر ويتعلم من عثراته، أما الفاشل إذا تعثر استسلم لعثراته وعاش في فشله.

نأمل لكل شبابنا النجاح مستعينين بالصبر والسعي الجاد في تحقيق ما يطمحون إليه ولمستقبل مشرق لهم ولأوطاونهم.

وإلى موضوع جديد الأسبوع القادم في “شعاع أمل” جديد بإذن الله تعالى.

——————

* دكتوراه خدمة إجتماعية – جامعة ريدنج ، بريطانيا
Ashanfari3@gmail.com

 

 

FacebooktwittermailFacebooktwittermail

اترك تعليقاً

Post Navigation